مقدمة:تشتهر سوريا بزراعة الحور منذ القديم خصوصاً في مناطق الغوطة وضفاف مجاري الأنهار في بردى والعاصي والفرات، ومن سوريا انتقلت أصناف الحور إلى أوروبا وأن موقع البلاد الجغرافي المحصور بين خطي عرض (32-37) يساعد على نماء وازدهار هذه الزراعة فيه.
وتعتبر زراعة الحور من الزراعات الهامة لأنها تؤمن كميات الأخشاب التي تحتاجها البلاد، وإن كثيراً من الدول التي تفتقر إلى الحراج الاقتصادية كما هو الحال في سوريا تعوض حاجتها من الأخشاب بالتوسع بهذه الزراعة وفق أساليب علمية حديثة حيث استنبطت سلالات جديدة من الحور عن طريق التهجين تتميز بغزارة الإنتاج وجودتها وصلاحيتها لأغلب الصناعات الخشبية بالإضافة لمقدرتها على مقاومة كثير من الأمراض والحشرات.
كما طورت تلك البلاد أساليب إكثار الغراس وتربيتها في المشاتل ورعاية الأشجار المغروسة في المحاور بإدخال الميكنة الزراعية في كل مراحل الإنتاج.
ولابد لتطوير زراعة الحور في بلدنا من إدخال واتباع هذه الوسائل والأساليب الحديثة حتى نستطيع إنتاج الحور الذي يلبي احتياجات البلد من الأخشاب ويعود بالربح الوفير على زارعيه مع تجنبهم الخسائر الفادحة التي تلحق بالكثيرين منهم من جراء جهلهم بهذه الوسائل.
التربة المناسبة:لاشك في أن معرفة التربة المناسبة لزراعة الحور، إنما تشكل حجر الأساس لهذه الزراعة إذ بهذه المعرفة نستطيع أن نتحاشى الأراضي غير الملائمة وبالتالي نضمن عدم الوقوع في خطأ فاحش، ربما كان السبب ممنوعي في الفشل.
فالحور في الأشجار التي تتطلب تربة رسوبية عميقة ومفككة جيدة التهوية والصرف سهلة الخدمة غنية بالمواد الطمية كما هو الحال في الأراضي الواقعة على ضفاف نهر الفرات وروافده وأراضي غوطة دمشق وكذلك بطون وديان الأنهار مثل بردى والأعوج والعاصي والكبير الشمالي وقويق وعفرين وغيرها، وبشكل عام يمكن أن نقول بأن الحور ينجح في الأراضي الرسوبية الجيدة التهوية والصرف مع توفير مياه السقاية اللازمة ، كما تتحمل ارتفاع نسبة الكلس بالتربة بشكل جيد خصوصاً الأصناف المحلية من الحور مثل الحموي والرومي واليبرودي.
أما الأراضي البازلتية ذات التربة الثقيلة السوداء مثل بعض أراضي الجولان وحوران وحمص فيصعب استثمارها بزراعة الحور إلا بعد استصلاحها بإضافة كميات كبيرة من الأسمدة العضوية وكذلك العناية الدائمة بعمليات العزيق والتعشيب التي ينصح بإجرائها بالعزاقات الآلية توفيراً لأجور اليد العاملة التي أصبحت باهظة التكاليف.
أصناف الحور المنتشرة في سوريا:أولاً : الأصناف المحلية:اشتهرت سوريا منذ القديم بزراعة نوعين رئيسيين من الحور هما الحور الحموي والحور الرومي كما تنمو فيها وعلى نطاق ضيق وفي أماكن محدودة بعض الأنواع الأخرى مثل الحور اليبرودي والحور الفراتي وفيما يلي ميزات كل نوع:
1- الحور الحموي:
تتكاثر بالعقل وبالسطم وبالغراس المجذرة.
الساق مستقيمة جداً والأفرع الجانبية تنمو وتتجه إلى الأعلى بوضع شبه مواز للساق الأصلية.
يصل ارتفاع الشجرة إلى 30 م.
تزرع الأشجار حول البساتين والحقول وحول غيض الحور الرومي لحمايتها من الرياح كما تزرع على جانبي أقنية الري والصرف والطرقات بالمزرعة بمعدل صفين أو أكثر.
تستخدم جذوع الأشجار كمدود لأسقف المنازل في الريف أو كدعامات لأعمال الاسمنت المسلح كما يمكن استخدامها عندما تبلغ أحجاماً كبيرة في صناعة علب وأعواد الثقاب والدفوف المنشورة اللازمة لأعمال النجارة الخفيفة وحشوات اللاتيه كما يمكن استخدام رؤوس الأشجار في صناعة عجينة الورق والخشب المضغوط.
لاتنمو الأشجار ثانية بعد القطع عن طريق الأخلاف الجديدة.
2- الحور الرومي:
يطلق عليه في بعض المناطق اسم الحور الأبيض حيث أن لون سطح الورقة السفلي هو أبيض فضي، كما أن لون قلف الشجرة يميل إلى اللون الأبيض الفضي.
تتكاثر بالعقل وبالغراس المجذرة.
تزرع الأشجار على شكل غيض وقلما تزرع على شكل صفوف منفردة .
تتأثر بالرياح لذا ينصح بعدم زراعتها كمصد للريح.
في الأراضي الخصبة تعمر الشجرة حتى عمر 40 سنة ويبلغ قطرها عند ذلك حوالي 40-60 سم.
يمتاز خشبه بجودته ومتانته ويستعمل بشكل ممتاز في أعمال المنجور للمنازل كالنوافذ والأبواب كما يصلح لصناعة علب وأعواد الثقاب المعاكس وحشوة اللاتيه وهياكل الموبيليا، ويصنع منه أيضاً ألواح تجفيف القمردين.
يمكن تجديد غيضة الحور بعد قطع الأشجار عن طريق تربية الأخلاف الجديدة.
3- الحور اليبرودي:
يشبه الحور الحموي في جميع خواصه واستعمالاته ويمتاز عنه بشدة استقامة الساق وإمكانية تجديده عن طريق تربية الأخلاف النامية بعد القطع.
تنحصر زراعة هذا الصنف من الحور في منطقة يبرودي بشكل خاص.
4- الحور الفراتي أو الغرب:
ينمو طبيعياً على ضفاف نهر الفرات وضمن الحوائج القائمة في وسط مجرى النهر.
يتكاثر بالبذور وبالعقل.
سريع التكاثر والنمو على ضفاف نهر الفرات وضمن الحوائج لتوفر التربة الممتازة والرطوبة اللازمة.
جذوع الأشجار معوجة والأخشاب الناتجة تصلح للوقود أو لصناعة عجينة الورق أو المضغوط.
ثانياً: الأصناف الأجنبية:قامت وزارة الزراعة كما قام بعض مزارعي الحور في سوريا قبل عشرين عاماً أو نيف بإدخال عقل بعض الأصناف الأجنبية المعروفة بسرعة نموها ومقاومتها لبعض الأمراض والحشرات وجودة أخشابها وذلك بغية معرفة مدة نجاحها في القطر العربي السوري وتم غرسها في كل من غوطة دمشق والمالكية والزبداني وسعسع ودير الزور واللاذقية.
هذه الأصناف المستوردة عبارة عن سلالات جيدة من الحور جرى استنباطها بطريق التهجين بين النوع الأمريكي والأنواع المحلية في كل من فرنسا وإيطاليا وألمانيا وهولندا وانكلترا وتعرف بأسماء أجنبية أوبرموز مثل :
Robusta – Regenerata – Marilandica
I 154 – I 214 – I 455 – I 45/51
وكل تلك السلالات تشترك بالميزات التالية:
نموها سريع جداً لذا تحتاج الشجرة الواحدة منها إلى مساحة كبيرة من الأرض.
الأفرع الجانبية للشجرة ثخينة تنمو على الساق بوضع أفقي تقريباً.
تعطي أخشاباً ممتازة تصلح لجميع الصناعات الخشبية مثل المعاكس والكبريت (علب، وأعواد الثقاب) وعجينة الورق والمضغوط والخشب المنشور وحشوة اللاتيه ولأعمال النجارة المختلفة.
ذات مجموع جذري قوي ، تمتد أفقياً وعمودياً خصوصاً إذا كانت التربة مفككة.
لها قدرة كبيرة لمقاومة بعض الأمراض مثل صدأ الورق وتعفن الساق والتدرن.
طرق إكثار الحور:ويجري إكثار جميع أنواع الحور عن طريق زراعة السطم أو العقل العادية أو الغراس المجذرة .
والطريقة الأولى: هي الشائعة حالياً في بلدنا لإكثار الحور الحموي والحور اليبرودي.
أما الطريقة الثانية: فشائعة الاستعمال لإكثار الحور الرومي والأجنبي، أما الإكثار عن طريق الغراس المجذرة فرغم ميزاته الكثيرة التي سنوردها فيما بعد لم يمارس إلا من قبل قلة من المزارعين.
أولاً: الإكثار باستعمال السطم:كما قلنا يستعمل السطم في بلدنا لإكثار الحور الحموي واليبرودي ، والسطم عبارة عن الأفرع الجانبية التي تنمو على ساق الشجرة وتزال عند التقليم ويكون عمرها أكثر من سنة واحدة، وعند تجهيز السطم يجب التقيد بالتالي:
أن تؤخذ من أشجار مستقيمة قوية النمو خالية من الإصابة بالحشرات والأمراض.
يؤخذ السطم خلال شهري كانون الأول وكانون الثاني ويجب أن تكون آلة القطع المستعملة (الفأس) حادة.
أن يكون يكون السطم مستقيماً قليل التفرعات الجانبية كلما أمكن والفرع ممنوعي فيه واضح وسليم.
تزال الأفرع الجانبية بدءً من القاعدة وحتى نهايته ويستحسن تأجيل التقليم إلى ما بعد الغرس كي لا تتعرض الجروح إلى العدوى وبجراثيم الأمراض الفطرية.
عندما يحتاج الأمر إلى نقل السطم إلى مسافات بعيدة فيجب العمل على تقليل تعرضها للهواء والشمس إلى أقل حد ممكن.
تغمر قواعد السطم الجاهزة في مياه جارة لمدة 1-2 يوم قبل غرسها بالأرض.
ثانياً: الإكثار باستعمال العقل:كما بينا سابقاً تستعمل العقل في إكثار كل من الحور الحموي والرومي والأجنبي، ويتم الحصول عليها بتجزئة الأفرع التي عمرها سنة إلى أجزاء طولها بحدود 20-24سم.
هذه الأفرع إما أن تكون من نواتج عمليات تقليم الحور الحموي والأجنبي أو من النموات التي تظهر حول قرمة الشجرة الأم التي بقيت في الأرض بعد قطع ساقها بمستوى سطح الأرض في السنة السابقة، هذه النموات تعطي عقلاً ممتازة لإكثار الحور، ويحظر قطعياً استعمال الأفرع الناتجة عن عمليات تقليم الحور الرومي وتحويلها إلى عقل لأنها تعطينا أشجاراً معوجة ولها صفات خشبية رديئة ، وكما سنرى فيما بعد يمكن أيضاً تأمين الأفرع اللازمة لتجهيز العقل من النموات الناتجة في السنة الأولى من زراعة العقلة بالمشتل (راجع موضوع إنتاج الغراس المجذرة في المشاتل) كما يمكن تأمين العقل من حقل الأمهات الذي يؤسس لهذه الغاية.
وفي كل الأحوال يجب أن تكون الأفرع التي ستستخدم لإنتاج العقل مأخوذة من أم معروفة باستقامة ساقها وجودة نموها وخلوها من الأمراض والحشرات ويشترط عند تجهيز العقل مراعاة النقاط التالية:
التأكد من أن الأفرع المعدة لأخذ العقل منها تحوي على براعم جانبية تامة.
يستغنى بالقطع عن الجزء الغليظ الكائن بأسفل الفرع وكذلك عن الجزء الرهيف بالطرف العلوي منه وذلك بغية الحصول على عقل متجانسة من حيث ثخانتها (الثخانة النموذجية في الحور الرومي والحموي (1) سم تقريباً، أما الحور الأجنبي فهي بحدود 1.3 سم.
يتراوح طول العقلة من 20-24 سم وقد يزيد على ذلك بقليل فالعقل القصيرة تزرع في الأراضي الأكثر خصباً أم العقل الطويلة فتزرع في الأراضي الأقل خصباً.
تؤخذ العقل والبراعم لازالت ساكنة.
أثناء تجهيز العقل يراعى أن يكون شكل المقطع السفلي للعقلة مائلاً بينما يكون شكل المقطع العلوي أفقياً.
يمكن حفظ العقل الجاهزة بعد ربطها على هيئة حزمة ووضعها مقلوبة داخل حفرة بالأرض تملأ بالرمل الناعم الرطب وتغطى بالرمل الرطب أيضاً.
ثالثاً: الإكثار باستعمال الغراس المجذرة:طريقة حديثة لإكثار الحور اتبعتها الدول المتقدمة بهذه الزراعة منذ سنين طويلة بينما نادراً ما اتبعها المزارعون لدينا، وهذه الطريقة تصلح لإكثار جميع أنواع الحور سواء المحلية أو الأجنبية دون استثناء ومن ميزاتها:
إتاحة الفرصة للمزارع القيام بعمليتي الانتخاب والتدريج للحصول على غراس قوية متجانسة في الطول والنمو والقطر والحيوية واستبعاد الغراس المتوسطة النمو أو الضعيفة أو المشوهة أو المصابة بالأمراض والحشرات. وكما سنرى فيما بعد يمكن أن تتكرر هذه الفرصة لأكثر من مرة.
باستعمال الغراس المجذرة التي تم انتخابها وتدريجها نستطيع أن نحصل على محاور نموذجية تنمو أشجارها بدرجة متساوية من القوة والحيوية. وهذه ميزة قلما نشاهدها في المحاور التي جرى إكثارها عن طريق استعمال العقل أو السطم.
حيث أنه يمكن إنتاج الغراس المجذرة في المشاتل في مساحات صغيرة من الأرض يسهل العناية بها من حيث تسميدها وريها وتعشيبها. وبذلك يمكن استثمار الأرض المخصصة لزراعتها كمحورة بزراعات أخرى لمدة عامين لحين غرسها بغراس الحور المجذرة.
إنتاج الغراس المجذرة في المشاتل:يتم إنتاج هذه الغراس على مرحلتين:
المرحلة الأولى: وتستغرق سنة واحدة ويجري تنفيذها وفق مايلي:
1- تجهيز قطعة من الأرض المروية الخصبة العميقة بعدة فلاحات متعامدة.
2- يضاف إليها السماد العضوي المتخمر في الخريف وقبل الحراثة الأخيرة بمعدل 5 م3 للدونم، كما يمكن إضافة الأسمدة الكيماوية وفق المعدلات التالية:
سلفات أمونياك من 15-30 كغ
سوبر فوسفات من 60-80 كغ
كبريتات البوتاسيوم 15-30كغ
3- تخطط الأرض إلى خطوط تبعد الواحدة عن الأخرى بمسافة (70) سم أو تقسم إلى مساكب يختلف عرضها وطولها بحسب نوعية التربة وطبوغرافية الأرض.
4- أحسن موعد لزراعة العقل في المشتل هو بدءً من 15 كانون الثاني وذلك بالنسبة للمحافظات والمناطق التي لا تتعرض فيها التربة إلى التجمد في ذلك الوقت بتأثير البرد. أما في مناطق القلمون والزبداني وغيرها من المناطق الجبلية التي يخشى فيها من تجمد التربة فيجب تأخر موعد الغرس حتى نهاية شباط ( أي الفترة التي لاتتجمد فيها التربة) وفي كل الأحوال يجب الانتهاء من زراعة العقل حتماً قبل بدء نمو البراعم بثلاثة أسابيع على الأقل.
5- تزرع العقل بصورة عمودية على ظهور الخطوط بحيث تكون المسافة بين العقل والأخرى بحدود 8-12 سم للأصناف المحلية وتصل في حالة الحور الأجنبي إلى (15-20) سم. أما عند زرع العقل ضمن المساكب فتكون الزراعة على سطور مستقيمة المسافة بين السطر والآخر بحدود 80-100 سم بحسب خصوبة التربة ونوع الحور المراد زرعه، وقد تزداد المسافة إلى 120 سم عندما يراد استعمال العزاقات الآلية لأعمال الركش والتعشيب بين سطور الغراس.
6- بعد الانتهاء من زرع العقل بالأرض تروى الأرض مباشرة.
عمليات الخدمة المطلوبة خلال المرحلة الأولى:تتطلب مشاتل الحور عناية فائقة يجب أن تبذل من قبل المزارع للحصول على غراس قوية متجانسة ولاتختلف عن العناية المبذولة من أجل إنتاج غراس الفاكهة.
وتلخص عمليات الخدمة الضرورية كالآتي:
أ- العزق والتعشيب:ويعتبر أن أول وأهم عملية من عمليات خدمة الغراس، إذ أن الأعشاب تنمو بسهولة وسرعة وبغزارة في أرض المشتل الرطبة الغنية بالعناصر الغذائية وتعيق نمو العقل والغراس الناتجة. لذلك كان لابد من إجراء عمليات تعشيب متعافية لإزالة الأعشاب بشكل لايضر جذور الغراس.
إن عملية التعشيب لايستغنى عنها مطلقاً في المشاتل وهي ضرورية جداً ولاسيما في أول عهد نمو العقلة ، لأن الجذور تكون ضعيفة غير قادة على منافسة جذور الأعشاب الضارة كما أن غزارة الأعشاب تحجب أشعة الشمس وتمنعها من الوصول النموات الغضة للحور مما يؤدي إلى إضعافها. بالإضافة إلى فوائد العزيق الأخرى التي تتمثل في حفظ الرطوبة وتهوية التربة.
تجرى عملية العزيق والتعشيب إما باستعمال الفأس العادية أو العزاقات الآلية.
ب- الري :في فترة الربيع تروى الغراس مرة كل (10-15) يوماً بحسب الظروف الجوية السائدة في حينه، أما في الصيف أي بدءً من حزيران فتروى مرة كل 5-10 أيام وذلك حسب نوعية التربة وفي الخريف تروى كما في الربيع.
قلع الغراس ( وعمرها سنة واحدة):في نهاية المرحلة الأولى وخلال شهر كانون الثاني من العام الثاني تقلع الغراس من جذورها ولها من العمر سنة واحدة، ويكون القلع أما بالمر أو بواسطة جرار مجهز بسكين خاصة يسير بجانب الصفوف وتقطع الجذور على عمق 25 سم من تحت سطح التربة ثم تسحب الغراس باليد.
الغراس التي يجري قلعها تطمر جذورها فوراً في خنادق بعد تصنيفها وتدريجها إلى رتبتين بحسب ارتفاعها ومحيط ساقها.
أما الغراس التي تكون ساقها رفيعة وارتفاعها يقل عن 100 سم فتتلف، كما تتلف الغراس التي تكون جذورها ضعيفة أوعندما تكون البراعم عند عنق النبات ضعيفة، حيث أن هذه البراعم هي التي ستعطي السوق الجديدة في المرحلة الثانية كما سنرى.
المرحلة الثانية:وتستغرق سنتين وهي تتمة للمرحلة الأولى ويجري تنفيذها وفق الآتي:
1- تجهز قطعة أرض وفق ماجاء في المرحلة الأولى بما فيها عمليات التسميد والتخطيط أو التقسيم إلى مساكب.
2- يؤتى بجذور الغراس التي تم الحصول عليها في نهاية المرحلة الأولى ومعها جزء من الساق وعليها ثلاثة براعم فقط، ويجري تقليمها بقصد إزالة الجذور الرفيعة أو الجذور المجروحة أو الممزقة كي تتهيأ فرصة جيدة لنمو مجموع جذري قوي.
ويعاد غرسها على ظهر الخطوط بالتناوب بحيث يغرس خط ويترك آخر وتكون المسافة بين الجذر والآخر على الخط 40 سم أما عند غرسها ضمن المساكب فتكون المسافة بين السطور من 140-180 سم بحسب نوع الحور وخصوبة التربة.
أما الأغصان التي فصلت عن الجذور فتجزأ إلى عقل يعاد زرعها في أرض المشتل كما سبق شرحه في المرحلة الأولى.
عمليات الخدمة المطلوبة خلال المرحلة الثانية:أ- تطبق عمليات
التعشيب والعزيق والري في هذه المرحلة والتي تستغرق السنتين كما سبق ذكره في المرحلة الأولى مع التأكيد على الأهمية القصوى لعمليتي العزيق والتعشيب على الغراس خصوصاً في الأشهر الأربع الأولى التي تلي الغرس.
ب-
المكافحة: الغراس في هذه المرحلة معرضة للإصابة بالحشرات التي تأكل الأوراق أو التي تثقب الخشب أو تمتص العصارة، لذا يجب التفتيش دائماً عن وجود مثل هذه الإصابة حتى يجري مكافحتها بالرش أو التعفير في حال ظهورها وقبل استفحالها ، ويجب تكرار المعالجة عدة مرات.
ج-
التقليم : قد يعطي الجذر الواحد الذي تم غرسه في هذه المرحلة عدة نموات خضرية فيجب ترك هذه الأفرع تنمو حتى نهاية شهر حزيران من السنة الأولى أي يبلغ طولها من 30-35 سم عندها ينتخب أقواها لتكون غرسة المستقبل وتزال بقية النموات، وينصح بعدم إزالة هذه النموات الإضافية قبل الموعد المذكور خوفاً من تعرض الفرع المنتخب للكسر حينما يكون رهيفاً حديث النمو. ويفضل إزالة هذه النموات باليد دون استعمال أية آلة.
د-
تصنيف الغراس: سبق وبينا أن ميزات إكثار الحور باستعمال الغراس المجذرة هي إمكانية الحصول على غراس منتخبة قوية متجانسة في الطول والنمو والقطر والحيوية واستبعاد الغراس السيئة.
ولتحقيق هذه الغاية يجري تصنيف الغراس القائمة في المشتل في خريف السنة الثانية من عمرها على الشكل التالي:
تزال بالتقليم الأفرع الأجنبية النامية على سوق الغراس بارتفاع 1.5-2 م من سطح التربة وذلك لسهولة المرور بين صفوف الغراس ومعاينتها وقياس محيط كل منها ومشاهدة استقامة سوقها.
يمر شخص له خبرة بالتصنيف بين صفوف الغراس ويقوم بوضع إشارة على سوقها بلون معين كل لون يشير إلى درجة جودة الغرسة كأن يكون اللون الأبيض للغراس الممتازة التي يكون محيط ساقها على ارتفاع متر واحد من سطح الأرض أكثر من 15 سم، واللون الأحمر للغراس الجيدة جداً التي محيط ساقها بين 12-15 سم ، أما اللون الأصفر فللغراس الجيدة التي محيط ساقها محصور بين 8-11 سم. هذه الأرقام خاصة بالأصناف الأجنبية. أما الغراس التي تترك بدون تأشير عليها فهي الغراس غير المرغوب فيها إما لاعوجاج في الساق أو لإصابتها ببعض الآفات الحشرية أو الفطرية أو لوجود أكثر من فرع رئيسي واحد عليها أو لضعف نموها بحيث يقل محيط الساق عند ارتفاع متر واحد عن 8 سم وينصح دائماً بعدم استعمال مثل هذه الغراس مهما كانت الظروف.
قلع الغراس (وعمرها سنتين):في نهاية العام الثاني وبعد تساقط الأوراق يباشر بقلع الغراس التي أصبحت سوقها بعمر سنتين بينما تكون جذورها بعمر ثلاث سنوات وأحسن موعد لذلك هو خلال شهر كانون الثاني. وتجري عملية القلع إما باستعمال المعول والمر أو بواسطة الجرار المجهز بسكين جانبية كما سبق شرحه في قلع غراس المرحلة الأولى.
بعد قلع الغراس توضع كل رتبة منها بشكل منفصل عن الرتبة الأخرى ثم تزال بالتقليم جميع الأفرع الجانبية النامية من على سوق الغراس باستعمال مقص التقليم، كما تزال الخيوط الجذرية الرفيعة والجذيرات الثانوية النامية على الجذور الثانوية التي بدورها تقلم تقليماً جائراً، وتزال الجذور التي تهشمت نتيجة لعملية القلع، وبذلك تكون الغراس جاهزة للغرس.
وفي حال الاضطرار إلى التأخر بالغرس في المكان الدائم يجري طمر جذور الغراس داخل حفر مناسبة مع مراعاة عدم تماس جذوعها التي جرى إزالة الأغصان الأجنبية عنها بالتقليم عدم تماسها مع التربة خوفاً من تلوث الجرح الناجم عن التقليم بأي نوع من ميكروبات التربة.
طريقة مختصرة لإنتاج الغراس المجذرة:يمكن إنتاج غراس الحور في المشاتل بطريقة أكثر تبسيطاً من الطريقة السابقة وبالشكل التالي:
1- بعد تجهيز أرض المشتل بالفلاحات المتعددة والتسميد العضوي والمعدني كما سبق شرحه تغرس عقل الحور على ظهر الخطوط بالتناوب لتكون المسافة بين الخطين المغروسين بحدود 120-140 سم والمسافة بين العقلة والأخرى على الخط بحدود 25-35 سم أو تغرس عقل الحور ضمن المساكب على سطور متوازية المسافة بين السطر والآخر 100-140 سم والمسافة بين العقلة والأخرى 25-35 سم بحسب صنف الحور المراد إكثاره.
2- تنفذ أعمال العزيق والتعشيب والري خلال السنة الأولى كما وردت في الطريقة السابقة.
3- وخلال شهر تموز من السنة الأولى تزال النموات الإضافية التي تنتج من نمو البراعم العلوية للعقلة بعد الإبقاء على القوية منها لتكون غرسة المستقبل، وينصح بإزالة تلك النموات الإضافية باليد فقط دون استعمال أية آلة.
4- ومن خلال السنة الثانية تنفذ أعمال العزيق والتعشيب والري ومكافحة الآفات كما وردت في الطريقة السابقة، وينصح بترك الغراس تنمو على طبيعتها دون إجراء أية عملية تقليم لها.
5- في خريف السنة الثانية يجرى تصنيف الغراس وفق الطريقة السابقة ويتم قلعها وتقليم الأفرع الجانبية والجذور كما سبق شرحه.
بهذه الطريقة المختصرة يمكن توفير الوقت اللازم لإنتاج الغرسة إلى السنتين بدل الثلاث سنوات وكذلك توفير نفقات قلع الغراس وإعادة غرسها، ولكن من مساوئها أنه لايمكن إجراء عملية الانتخاب إلا لمرة واحدة على خلاف الطريقة السابقة التي يجري فيها الانتخاب لمرتين.
إنشاء مزارع الحور:يمكن غرس أشجار الحور بشكل غيضة (محورة) أو بشكل خطوط على جانبي أقنية الري والصرف أو جانبي الطرقات في المزرعة أو على محيط الحقل كمصد للريح وذلك باستخدام العقلة أو السطم أو الغراس المجذرة.
ولكن قبل الدخول في تفاصيل الزراعة في المكان الدائم لابد من تحديد الهدف من هذه الزراعة ليتم على ضوئه اختيار الصنف الملائم وتخطيط الأرض وتحديد مسافات الغرس إلى آخر ماهنالك من أمور.
فمثلاً إذا كانت الغاية من إنشاء مزرعة للحور الحصول على أخشاب صناعية ذات أقطار كبيرة للاستفادة منها في صناعة الخشب المعاكس والكبريت فيجب قبل كل شيء أن تكون الأرض المراد غرسها بالحور قريبة قدر الإمكان من مكان المعمل لتوفير أجور النقل، ثم نختار إحدى الأصناف الأجنبية المعروفة بسرعة النمو التي ثبت نجاحها في المنطقة ويجري تخطيط الأرض وبالتالي الزراعة على مسافات متباعدة تتناسب مع سرعة نمو هذا الصنف.
أما إذا كانت الأرض بعيدة عن أماكن المعامل مثل مناطق الجزيرة والفرات أو كانت الغاية من الزراعة إنتاج جذوع بأقطار صغيرة لاستعمالها كسقوف للبيوت الريفية أو تأمين حاجة عمال الإسمنت المسلح من دعامات أو غيرها من المجالات التي لا تتطلب جذوع أشجار ذات أقطار كبيرة فنختار الحور الحموي أو الحور الرومي المعروفين باستقامة الساق ويجري غرسها عندئذٍ على مسافات متقاربة نسبياً.
تحضير الأرض:تحرث الأرض بعمق 70-80 سم وتختلف عمق الحراثة بحسب طبيعة التربة، إذ تزيد كلما كانت التربة كتيمة ، ثم يجري تسويتها لتسهيل عمليات الري ثم يضاف السماد العضوي المتخمر بمعدل 5-م3 للدونم الواحد وذلك خلال تشرين الثاني وتقلب التربة بفلاحتين متعامدتين كما يمكن إضافة 25 كغ سوبر فوسفات ثلاثي عيار 46% و 30 كغ سلفات البوتاسيوم عيار 50% تنثران على الأسمدة العضوية.
نظم توزيع الأشجار:تزرع أشجار الحور بأنظمة متعددة بحسب الأصناف، فعند اختيار نظام معين يجب الأخذ بعين الاعتبار خاصية نمو الصنف المراد غرسه.
إن النظام الأمثل لزراعة غراس الحور هو النظام الذي يضمن مساحة التغذية اللازمة من التربة لتتغلغل فيها الجذور دون أن تتنافس فيما بينها وبالتالي لبلوغ الأشجار أكبر حجم ممكن لها خلال فترة زمنية محددة تتراوح من 5- 18 سنة .
هذا من جهة ومن جهة أخرى يجب أن يكون هذا النظام مقبولاً من الناحية الاقتصادية أي أن يوفر مردوداً عالياً من الأمتار المكعبة من الأخشاب الجيدة بأقل التكاليف وأن يسمح بنفس الوقت من استخدام الآليات اللازمة لعمليات العزيق والتعشيب والمكافحة.
والجدول رقم (1) يبين خصائص الطرق ممنوعية لتوزيع الأشجار في المحورة.
طريقة التوزيع | خصائص الطريقة | شكل المقطع العرضي لجذع الشجرة | طريقة خدمة التربة |
الرباعية | المسافة واحدة بين الأشجار في الخط الواحد وبين الخطوط الأخرى | دائري في السنوات الأولى إلا أنه بتقدم عم الأشجار يأخذ شكلاً مغايراً خصوصاً في الحور الرومي | يمكن حراثة التربة باتجاهين متعامدين |
المستطيلة | المسافة بين الأشجار في الخط الواحد أقل من المسافة بين الخطوط | دائري عند الزراعة على مسافات واسعة على الخط وإذا ضاقت هذه المسافة يتحول إلى إهليلجي | في الغالب يمكن حراثة التربة باتجاه واحد وأحياناً باتجاهين |
الشطرنجية أو السداسية | الأشجار المتجاورة في الصفوف غير متقابلة ، الخطوط الواصلة بين الأشجار تشكل مثلثات أو أشكال سداسية منتظمة | يبقى المقطع دائرياً مهما تغيرت مسافات الغرس وهذه ميزة هامة | يمكن حراثة التربة بثلاث اتجاهات |
الشكل رقم (1) يبين نظام توزيع الأشجار بالطريقة الشطرنجية.
مسافات الغرس:إن الاستخدام الأمثل لمساحة المحورة هي من أهم أهداف الزراعة الحديثة للحور حيث أنه من المعروف أن كمية إنتاج الشجرة الواحدة من الأخشاب يتعقل بمساحة التغذية المخصصة لها وطريقة توزيع هذه الأشجار.
إن زراعة الأشجار على مسافة كبيرة أي مساحة تغذية واسعة يعطيها إمكانية أكبر في قوة النمو وبالتالي يزيد من مردود الشجرة الواحدة من الأخشاب.، كما تسهل خدمة الأشجار وخاصة الخدمة الآلية بشكل جيد.
أما سلبيات الزراعة على مسافات كبيرة فعديدة أيضاً وقد اتضح العديد من التجارب أن إنتاج الأشجار من الأخشاب غير متناسب بشكل مطلق مع زيادة مساحة التغذية لهذه الأشجار وأن الإنتاج الكلي مرتبط بإنتاج الشجرة الواحدة أولاً وبعدد هذه الأشجار في وحدة المساحة ثانياً.
والجدول رقم -2- يبين المسافات التي يمكن الغرس عليها لأصناف الحور المهمة في سوريا وتأثيرها على دورة القطع واستعمالات الأخشاب الناتجة .
الصنف | مسافة الغرس(م) | عمر دورة القطع (سنة) | استعمالات الأخشاب الناتجة |
حور محلي | 1 × 1.5 | 5-7 | أرجل للكراسي القش، عجينة ورق |
1×2 2×2.5 | 8-9 10-12 | دعامات للباطون المسلح، مدود للأسقف عجينة الورق |
2×3 | 14 | دفوف منشورة لأعمال النجارة وحشوة اللاتيه |
3×3 | 15-18 | صناعة الكبريت وهياكل الموبيليا ودفوف منشورة لأعمال النجارة |
حور أجنبي | 3×4 | 12 | دفوف منشورة ، عجينة الورق المضغوط |
4×4 4×5 | 15 14 | صناعة الكبريت والمنشور وحشوة اللاتيه |
5×5 5.2×6 | 16-17 18 | صناعة المعاكس والكبريت والمنشور وحشوة اللاتيه |
ملاحظات حول إنشاء المحاور:1- يمكن تجهيز الحفر اللازمة للغرس باليد أو باستخدام حفارة الجور الآلية التي تركب على الجرار الزراعي ، ويتوقف عمق الحفرة على طبيعة التربة وقرب أو بعد مستوى الماء الأرضي وطول الغرسة المراد زرعها. ويتراوح عمق الحفرة من 80-100 سم إذا كان الحور من الأصناف الأجنبية ومن 50-80 سم للأصناف المحلية، أما قطر الحفرة فيكون بحدود 40-60 سم.
2- ينصح بعدم خلط الأصناف الأجنبية مع الأصناف المحلية داخل الغيضة الواحدة أو على السطور إذ يؤدي تفوق الأصناف الأجنبية بسرعة النمو إلى إضعاف الأصناف المحلية وأحياناً القضاء عليها.
3- يمكن استغلال المسافات الواسعة الكائنة بين صفوف الأشجار بزراعة المحاصيل الحقلية المختلفة لعدة سنوات من إنشاء المحورة وذلك مثل الذرة الصفراء والذرة العلفية والبرسيم والفول والخضراوات الصيفية والشتوية والبطاطا وغيرها مع مراعاة الاهتمام بتسميد وري هذه المحاصيل كي لا تنافس أشجار الحور على غذائها ومائها.
الطرق الأساسية لري أشجار الحور:يمكن توزيع مياه الري على الأشجار المغروسة بإحدى الطريقتين التاليتين:
أولاً: بواسطة السواقي: بعد تجهيز الأرض بالطريقة التي سبق شرحها تشق السواقي بصورة متوازية فيما بينها باستخدام فتاحة السواقي، وتكون المسافة بينها مطابقة للمسافة المقررة بين صفوف الأشجار ، ثم تزرع الغراس على جانب واحد من الساقية إذا كانت من الأصناف الأجنبية أو على الجانبين إذا كانت من الأصناف المحلية كما هو موضع بالشكلين رقم -2- و -3- ، وتطلق المياه داخل السواقي مباشرة بعد الانتهاء من الغرس.
تمتص التربة المياه بوساطة الخاصة الشعرية وذلك في الاتجاهات الجانبية للساقية. أما عندما يراد زراعة العقل أو السطم مباشرة في الأرض الدائمة (وفق الطرق التقليدية المتبعة في كثير من المناطق بسوريا) تطلق المياه داخل السواقي ثم تغرس العقل بكاملها في بطن كتف النهر بأول الماء (أي الخط الذي تركته المياه حين إطلاقها قبل الزراعة) كما تغرس السطم بنفس الطريقة وبعمق لايقل عن 30سم.
تغرس العقل والسطم على جانبي السواقي إذا كانت من الأصناف المحلية، وعلى جانب واحد فقط إذا كانت من الأصناف الأجنبية.
ثانياً: بواسطة الأحواض (الشرائح): بعد تجهيز الأرض تزرع الغراس حسب النظام الذي وقع عليه الاختيار وبالمسافات والأبعاد المقرر ثم تشكل البتون (الأكتاف) بين صفوف الأشجار المغروسة بواسطة آلية خاصة تركب على الجرار الزراعي (بتانة) ويتوقف عدد البتون التي تفصل بين صفين من الأشجار على اتساع المسافة بينها، فإذا كانت هذه المسافة بحدود 2-3 أمتار فيكتفي بإنشاء بتن واحد كما في الشكل رقم -4- ، أما إذا كانت المسافة واسعة تزيد على الأربعة أمتار، كما هو الحال بالنسبة للحور الأجنبي فيجري إنشاء بتنين كما في الشكل رقم -5-، وعلى العموم فإن مساحة الأحواض يحددها درجة استواء الأرض ونفاذية التربة وغزارة مياه السقاية.
بعد الانتهاء من الغرس تروي الأرض مباشرة، وتمتص التربة المياه التي غمرت الحوض بواسطة الثقالة.
يعاد تشكيل البتون (الأكتاف) بنفس الطريقة بعد كل عملية حراثة أو عزيق لأرض المحورة.
خدمة الأشجار المغروسة:بعد الانتهاء من عمليات الغرس في المكان الدائم بإحدى الطرق التي سبق شرحها تبدأ مرحلة جديدة على غاية من الأهمية وهي خدمة الأشجار بالحقل سنة بعد سنة إلى حين استثمارها مع توفير جميع أسباب ازدهارها ونمائها للحصول بالنهاية على أكبر مردود من الأخشاب ذات النوعية الممتازة الخالية من العيوب.
وتتلخص عمليات الخدمة الضرورية فيما يلي:
أولاً: الري:الحور من الأشجار التي تحتاج إلى ري غزير وعلى فترات منتظمة لذا فتروى في الربيع مرة كل 10-15 يوم وفي الصيف مرة كل 7-10 أيام أما في الخريف فتروى مرة كل 10-15 يوم، ويقدر المقنن المائي للهكتار بحوالي 8-12 ألف متر مكعب من الماء ويتوقف على مناخ المنطقة وطبيعة التربة وغناها بالمادة العضوية وإمكانية تغلغل الجذور للأعماق للوصول إلى مستوى الماء الأرض المتجددة للاستفادة منها وقت الحاجة، وعمليات خدمة التربة بالعزق والتعشيب.
وعلى العموم ينصح بعدم الإسراف بالري وبالتقيد بالمواعيد المحددة وذلك لأن كثرة المياه خصوصاً المياه الراكدة (غير المتجددة) التي تكون فقيرة بالأكسجين تسبب اختناق الجذور واصفرار الأوراق لدى الأشجار الفتية.
ثانياً: العزق والتعشيب:فكما سبق وبينا ما لعملية العزق والتعشيب من أهمية في حياة الغراس الحديثة في المشتل عند بحث موضوع إنتاج الغراس المجذرة، فإن عملية العزق والتعشيب أيضاً ضرورية للأشجار المغروسة بالحقل خصوصاً في السنوات الأولى من عمرها حيث تنمو الأعشاب بسهولة وسرعة وبغزارة في أرض المحورة الرطبة الغنية بالعناصر الغذائية وتعيق نمو العقل (في حال زراعتها مباشرة بالأرض) كما تنافس الأشجار الحديثة على الرطوبة والغذاء بالتربة وتكون ملجأ لكثير من الحشرات والأمراض التي تصيب الحور وتفتك بها.
وليست فوائد العزق والتعشيب مقصور على التخلص من الأعشاب الضارة فحسب بل تتعداها إلى حفظ الرطوبة وتهوية التربة وزيادة كميات الأكسجين اللازمة للتفاعلات الحيوية فيها. وإلى كشف يرقات الحشرات الضارة التي تكون بالتربة مثل الكابنودس وتعريضها إلى الهواء والشمس وإلى أعدائها الطبيعية لتموت قبل وصولها إلى الأشجار.
لذلك كله يجب عزق وتعشيب أرض المحورة ثلاث مرات سنوياً، الأولى في الربيع والثانية في الصيف والثالثة في الخريف، ويستحسن تنفيذها باستعمال العزاقات الآلية إذا كانت المسافات بين الأشجار تسمح بذلك نظراً لما فيها من إتقان للعمل وتوفير للجهد والمال.
وهنا لابد من التذكير بإمكانية استغلال المسافات الواسعة المتروكة بين صفوف الأشجار خصوصاً بالنسبة للأصناف الأجنبية باستثمارها بزراعة المحاصيل الحقلية المختلفة والخضراوات لعدة سنوات تلي الغرس مباشرة ووفق دورة زراعية مناسبة حيث تستفيد أشجار الحور من مياه الري والأسمدة المضافة لتلك المحاصيل كما تستفيد من عمليات تحضير وخدمة الأرض ورعاية المحصول بالعزق والتعشيب.
ثالثاً: الترقيع:في نهاية السنة الأولى من عمر المحورة يمكن استبدال الغراس الميتة (ترقيعها) بغراس مجذرة من نفس الصنف بشرط أن تكون من الغراس كبيرة الحجم لكي لايكون هناك فارق بينها وبين بقية الأشجار التي أصبح عمرها ثلاث سنوات (سنتان بالمشتل وسنة بالحقل).
رابعاً: التقليم:لما كانت الغاية من زراعة الحور هي الحصول على أكبر كمية من الأخشاب سواء أكانت للصناعة أم لأعمال البناء كان لزاماً علينا أن نوفر للشجرة جهازها الخاص المسؤول عن تكوين مادة الخشب وأن نحافظ على ذلك الجهاز إلى أقصى حد مستطاع حتى يكون مردود هذه الشجرة من مادة الخشب عالياً.
الجهاز المسؤول عن تكوين الخشب كما هو معروف هو المجموع الخضري للشجرة أي الأغصان وما عليها من أوراق خضراء حيث يتم تحول العصارة النباتية إلى مركبات عضوية معقدة تعمل على نمو الشجرة وزيادة كميات الأخشاب المتكونة.
لذا يجب عدم المغالاة بتقليم الأشجار بشكل جائر كما هو متبع لدى الكثيرين من المزارعين في هذا البلد بل ينصح بالتقليم وفق إحدى الطرق التالية:
أ- تقليم الأشجار التي نتجت عن زراعة الغراس المجذرة:1- تترك الأشجار الحديثة بدون تقليم حتى يبلغ عمرها 4-5 سنوات ويكتفي خلال هذه الفترة بإزالة النموات الغضة التي تظهر على الجذع في المنطقة التي شملها التقليم بعد قلع الغراس من المشتل.
2- عندما تبلغ الأشجار عمر 4-5 سنوات تزال الأغصان الجانبية من على الجزء السفلي للساق وحتى 1/3 ارتفاع الشجرة.
3- يجري التقليم الثاني عندما يبلغ عمر الشجرة 7-8 سنوات حيث تزال الأغصان من على الساق حتى 1/2 ارتفاع الشجرة.
4- يجرى التقليم الثالث والأخير عندما يبلغ عمر الشجرة من 9-10 سنوات حيث تزال الأغصان من على الساق حتى 2/3 ارتفاع الشجرة.
ملاحظة: المقصود بارتفاع الشجرة هو الساق الذي يتبقى بعد استبعاد قمتها التي يقل قطرها عن 5 سم في الحور المحلي وعن 10 سم في الحور الأجنبي.
ب- تقليم الأشجار التي نتجت عن زراعة العقل مباشرة في المكان الدائم:1- قد تعطي العقلة الواحدة التي تمت زراعتها في المكان الدائم عدة فروع فيجب تركها حتى نهاية شهر حزيران أي حتى يبلغ طولها /30-35/ سم فينتخب أقواها لتكون شجرة المستقبل وتزال بقية الفروع مع الحرص على عدم إزالتها قبل ذلك التاريخ أو قبل أن تبلغ الطول المشار إ