لا تقتصرالغابات على كونها غطاء شاسعا أخضر لكن لها مغزى اقتصاديا وصناعيا بل واستجمامي أيضاً، كما أنها تمنع تدهور التربة وتآكلها، تحمي ينابيع المياه، وتحافظ على استقرار الجبال، كما أنها تحد من تأثير الصوبات الخضراء والتي تساهم في ظاهرة الاحترار العالمي من خلال البساط الأخضر الذي يمتص غاز ثاني أكسيد الكربون• وتعتبر الغابات بيئة وموطناً طبيعياً للحيوان والنبات حيث تضم حوالى ثلثي كائنات الكرة الأرضية، لذلك فهي تساعد على حماية التنوع البيولوجي من الانقراض وعلى المستوى الاقتصادي، تساهم كمصدر للطاقة والمواد الخام، كما لعبت الغابات على مر العصور دوراً حضارياً وتاريخياً هائلا حيث كانت موطناً للعنصر البشري منذ القدم•
وعلى الرغم من أهمية الغابات، فما زالت التقارير تشير إلى التدهور المستمر في هذه المساحة الشاسعة، حيث أقرت الإحصائيات بأن نسبة الغابات التي تعرضت للتدهور وصلت إلى نصف مساحتها وخاصة خلال الثلاثة عقود الأخيرة، وفي الفترة ما بين عام 1990 - 1995 وصلت نسبة الفاقد منها إلى حوالى 112600 كم2 سنوياً والمساحات المتبقية منها صغيرة - ولكن الغابات الحدودية(التى تقع على الحدود) مازالت تلعب دوراً كبيراً في البقاء على حياة الغابات، وفي الحفاظ على التنوع البيولوجي لكنها مهددة أيضاً بالإنقراض ويرجع ذلك لأسباب اقتصادية لتحقيق النمو المستدام لاقتصاد الدول، والاستهلاك المتزايد لها، تأثير غازات الصوب الخضراء، ومتطلبات السكان الآخذين في التزايد للاستقرار في أراض جديدة• بالإضافة إلى السياسات الخاطئة المتبعة من قبل الحكومات لتسكين الأفراد واقامة المباني هناك بدلاً من تشجيع السياحة في هذه المناطق الخلابة وانتشار التجارة غير المشروعة بها•
تزداد المساحة الإجمالية للغابات في الدول المتقدمة وإن كان ذلك ببطء لكنها في ازدياد، وعلى الجانب الآخر مازالت حالتها متدهورة وخاصة في أوروبا حيث تعاني الغابات من تلوث الهواء، والتقلبات الجوية والجفاف• وفي خلال العشرين عاماً الأخيرة فقد حوالى 100,000 هكتار من الغابات في أوروبا الوسطى والشرقية، وقد فازت كندا بالنصيب الأكبر في عملية التدهورهذه وصلت نسبتها إلى 40% في بعض مقاطعاتها والسبب الرئيسي اقتلاع أنواع المزروعات المختلفة•
وإذا تحدثنا عن أنواع الغابات ستجد منها الاستوائي - الشمالي - والمعتدل• بالنسبة للغابات الاستوائية فتجد أن النسبة الكبيرة منها بل معظمها يقع في الدول النامية، وبدأت في الاختفاء (بمعدل 70000 -170000 كم2 سنوياً)• وترتبط حالة التدهور بالأحوال الاقتصادية الحالية والتزايد السكاني• والاحتياجات المتزايدة للحصول على مساحات أوسع وأرحب لتواكب النمو السكاني، والضغط على المواد الطبيعية الموجودة في الصحراء أدى إلى استغلالها بشكل سيئ لكن الأمر المثير للفزع أن إمكانية استعادة مثل هذه الغابات أصعب بكثير من محاولة استعادة الغابات الشمالية والمعتدلة على الرغم من أن الأخيرة لا تحتوي على التنوع البيولوجي مثل الغابات الاستوائية، لذلك فالصعوبة تنشأ من هنا لأن فقد مثل هذه الغابات يعني فقد الثروة النباتية والحيوانية•
والصورة ليست جرداء لهذا الحد، ولكن يوجد جانب مشرق فيها حيث أن إجمالي المساحات المزروعة للغابات على مستوى العالم في تزايد مستمر، وإن كان تنوعها محدوداً لا يتعدى نوعاً أو أكثر قليلاً، فقد تم اختيارهذه النباتات لنموها السريع، وللأغراض التجارية وسهولة التعامل معها• وقد تضاعفت في الفترة ما بين 1980 - 1995 في كل من الدول المتقدمة والنامية لتصل إلى حوالى 160 - 180 مليون هكتار في عام ،1995 وهناك مساع من جانب الدول النامية لمضاعفة هذه المساحة في الفترة ما بين 1995 - 2010 وترتبط هذه الزيادة بمدى التغير الذي يتم إحرازه في برامج إدارة الغابات، ونظم الزيادة بمدى التغير الذي يتم إحرازه فى برامج إدارة الغابات، ونظم الاعتناء بالأشجار وتحسين السلالات، وهذا يساهم بدوره في التخفيف من الضغط الذي يحدث على الحياة النباتية في الصحراء• وإدخال أنواع نباتية على الغابات الطبيعية له فوائد كثيرة، على الرغم من المخاوف أن تحل هذه الأنواع المستحدثة محل الأنواع الطبيعية التي حبى الله بها صحارينا• ويمكن وصفها بأنها من أخطر المشاكل التي تواجهها البيئة بلا منازع، ويكون السبب الرئيسي فيها هو المناخ الجاف، وقد تستمر هذه الحرائق لأشهر وليس لأيام فقط وينجم عنها العديد من المخاطر وخاصة انبعاث غاز أول أكسيد الكربون السام• وهناك عاملان أساسيان في نشوب مثل هذه الحرائق أولهما: عوامل طبيعية لا دخل للإنسان فيها، والثاني عوامل بشرية يكون الإنسان هو بطلها: ومن أشهر الأمثلة على العوامل البشرية تلك الحرائق التى نشبت فى إندونيسيا في جزيرتي ''بورنيو '' و سومارتا'' ما بين عامي 1997 - •1998 وانبعث من هذه الحرائق غازات سامة غطت مساحة كبيرة من منطقة جنوب شرق آسيا مما نتج عنه ظهور مشاكل صحية وبيئية، وقد نشبت الحرائق في حوالى 808 مواقع تم تحديدها بصور الأقمار الاطصناعية وقدرت المساحة التي دمرتها الحرائق بحوالى 456,000 هكتار (45,600 كم مربع)• ويرجع السبب الأساسي وراء هذه الحرائق تحويل إنتاج هذه الغابات من خلال إحلال زراعة النخيل لإنتاج الزيوت• ناهيك عن الخسارة الفادحة للأخشاب والثروة النباتية والحيوانية والبشرية لأن الغازات السامة لهذه الحرائق تمتد إلى البلدان المجاورة ولا تقف عند حدود دولة بعينها• ومن الأمثلة الأخرى لحرائق الغابات تلك الحرائق التي نشبت في البرازيل عام 1998 والتى قضت على ما يفوق على المليون هكتار من غابات السفانا وقد عانت المكسيك أيضاً من الجفاف على مدار سبعين عاماً الذي أدى إلى نشوب الحرائق لتقضي على حوالى 3,000 متر مربع من الأرض وانتشار دخانها إلى جنوب الولايات المتحدة الأميركية•