تميم عضو جديد
عدد المساهمات : 14 نقاط : 27673 1 تاريخ التسجيل : 08/10/2009
| موضوع: دور الإرشاد الحراجي في حماية الغابات الأربعاء ديسمبر 30, 2009 11:35 pm | |
| · منذ عدة مئات من السنين عاش البشر بانسجام تام مع بيئتهم المحيطة , إلا أن النمو السريع في التعداد السكاني خلال العقود الأخيرة و احتياجاتهم و تطلعاتهم المتزايدة أدى إلى تزايد استغلال الغابات و بشكل جائر أدى إلى انحسارها إن لم يكن زوالها كلياً في بعض ا لمناطق من العالم مسبباً بذلك مشكلات بيئية خطيرة انعكست سلباً على حياة البشرية أكملها .· تشير المعطيات والوقائع التاريخية إلى أن سورية كانت مغطاة بالغابات منذ أقدم العصور . ففي مطلع القرن العشرين كانت الغابات تشكل حوالي 10 % من المساحة الإجمالية للقطر ، لكن نتيجة الرعي الجائر و القطع الجائر و الحرائق و الاستغلال غير المنظم لهذه الثروة الوطنية فقد تدهورت و انحسرت مساحاتها بشكل كبير حتى وصلت إلى حوالي 2 % من مساحة القطر . لذلك كان أهم المبادىء للسياسة الحراجية في سورية هي حماية الغابات الموجودة و المحافظة عليها وضمان استمراريتها و الاستفادة منها , إضافة إلى زيادة مساحاتها من خلال التحريج الاصطناعي . · لقد اعتقد الكثير من مواطني و شعوب الدول النامية أن مهمة حماية الغابات و الموارد الطبيعية و حماية البيئة هي من اختصاص الحكومات المعنية في بلادهم , ولكن الحقيقة الثابتة أن كل حكومات العالم لن تنجح لوحدها في حماية ورعاية موارد الغابات طالما أن الإنسان هو العنصر الأول في تدميرها , وهنا يأتي دور الإرشاد الحراجي . * ما هو الإرشاد الحراجي ؟ - هو عملية مستمرة يتم من خلالها إيصال المعلومات و دراسة واقع المشاكل ومعالجتها , و اقتراح الحلول المناسبة من أجل تطبيق البرامج و الخطط الحراجية . وهو وسيلة لتنمية وتطوير الإدارة المستدامة للحراج . - أو يمكن أن نقول: إنه العملية التي من خلالها يصبح المواطن الريفي مرتبطاً(طواعية ) بنشاطات الغابات , والتي يمكن أن يحصل منها وعبرها على منافع معقولة وفي وقت مقبول .
- أو هو تعليم غير مدرسي يقوم به جهاز متكامل من المرشدين والقادة المحليين خدمة لسكان الغابات وأسرهم و بيئتهم واستغلال إمكانياتهم المتاحة و جهودهم الذاتية لرفع مستواهم الاقتصادي و الاجتماعي عن طريق إحداث تغيرات مرغوبة في معارفهم واتجاهاتهم و مهاراتهم.
أهداف الإرشاد الحراجي :
تهدف برامج الإرشاد الحراجي بشكل عام إلى مساعدة المواطن في القرى الحراجية لتحقيق ظروف حياة أفضل و أنجاز تنمية حقيقية في المجتمع وذلك عبر :
1 . دفع عملية الاحترام العام للقوانين و سياسات الغابات التي تهدف إلى حماية الغابات الطبيعية من جهة و تنمية الموارد الحراجية من جهة أخرى .
2 . خلق وعي و إدراك في أوساط المواطنين عموما " بأهمية و فوائد الغابات والأشجار الحراجية .
3. خلق وعي و إدراك بالآثار المترتبة على إبادة الغابات وانحسار مساحاتها و تدهورها بسبب التعديات المختلفة ( الحرائق , الكسر , الرعي , القطع , التفحيم , . . . إلخ )
4 . تشجيع الاستخدام الواعي والموجه لموارد الغابات والاستفادة منها لتحقيق رفاهية المجتمع و الأجيال القادمة.
5. استثمار الوعي و الإدراك بفوائد الغابات في حث المواطنين للمشاركة في أعمال تعمير وإعادة الغطاء الشجري و الحراجي و زيادة مساحته بشتى الطرق و الوسائل ( تكامل زراعي حراجي , إقامة مصدات رياح وأحزمة واقية , غابات شعبية . . . إلخ )
6. تعليم وتدريب المواطنين على بعض المهارات اللازمة للقيام بأعمال الغابات المختلفة ( أعمال التحريج , إطفاء الحرائق و الإبلاغ السريع عنها . . . إلخ )
دور الإرشاد الحراجي في حماية الغابات :
يكمن دور الإرشاد الحراجي في حماية الغابات بما يلي :
أولا ً- مكافحة حرائق الغابات و الوقاية منها :
تعد الحرائق العدو الأول للغابات , فهي تأتي على كل شيء تطاله و تدمر خلال ساعات ما صنعته الطبيعة خلال آلاف السنين . إن 95 % من حرائق الغابات في سورية ناتج عن النشاط البشري , وبالتالي إن الوقاية من حرائق الغابات و منع حدوثها هو أفضل إجراء لمكافحتها (درهم وقاية خير من قنطار علاج ) وهنا يأتي دور الإرشاد الحراجي في :
1- القيام بحملات توعية تتضمن تنفيذ محاضرات وندوات و لقاءات مع جميع مكونات المجتمع السوري و خاصة طلاب المدارس و المنظمات الشعبية و المزارعين تهدف هذه الحملات إلى شرح فوائد الغابات و أهم أسباب حرائق الغابات وأضرارها و طرق الوقاية منها و مكافحتها .
2- وضع لوحات إرشادية و لافتات معدة بعناية في مواقع بارزة ترشد الناس للوقاية من حرائق الغابات وحماية المنطقة من النار وانتشارها .
3- قبل موسم الحرائق يتم تحذير السكان المجاورين للغابات وتوعيتهم لخطر الحرائق و إعلامهم أن الحريق إذا حدث سيدمر كل شيء , لذلك يجب عليهم عدم التسبب في حدوث حرائق وضرورة إطفاء أي نار يرونها قبل انتشارها . كما يجب عليهم الإبلاغ السريع عن أي حريق بالاتصال فورا" على الرقم المجاني 188 من أي هاتف أرضي أو خلوي أو إبلاغ أقرب مركز للحراج أو الشرطة .
4- مع بداية موسم الحرائق يتم التوجه لجميع المواطنين وذلك بوسائل الإرشاد المختلفة الفردية , الجماعية و الجماهيرية ( إذاعة , تلفزيون , صحف , ملصقات , نشرات , ندوات , محاضرات ......... الخ )لتثقيفهم وتوعيتهم بأهمية الثروة الحراجية وخطر الحرائق عليها ودعوتهم لأخذ الحيطة و الحذر لمنع حدوث الحرائق وضرورة الإبلاغ السريع عنها و المساعدة في إطفائها .
5- تشجيع تشكيل مجموعات طوعية و جمعيات أصدقاء الغابة في القرى الحراجية لتقديم العون في تحري الحرائق والإبلاغ عنها والمساعدة في إطفائها .
ثانياً- الحماية ضد الأضرار التي يحدثها الإنسان نتيجة( القطع الكيفي ,الكسر, الرعي ....الخ ):
عادة ما يتسبب الإنسان من أجل تلبية احتياجاته بأضرار كبيرة لمناطق الغابات غير مدرك أن ذلك ليس في مصلحته على المدى البعيد والمستقبل , وهنا يأتي دور الإرشاد في :
1. توعية المواطنين بقانون الحراج و تعليماته و إشراكهم في عملية إدارة الموارد الحراجية مثل الغابات الشعبية .......الخ
2. تأكيد حق الانتفاع بجمع الأحطاب و الرعي وغيرها لسكان القرى الحراجية وفق قانون الحراج الصادر بالمرسوم التشريعي رقم 25 لعام 2007 والتي تشمل :
* حق الانتفاع من الأحطاب اليابسة ونواتج التقليم .
* حق الانتفاع من الأخشاب اللازمة لصنع الأدوات الزراعية و إصلاح المساكن .
* رعي المواشي باستثناء الماعز الإبل
* الانتفاع بوضع خلايا النحل في المواقع الحراجية.
وذلك بقدر لا يتجاوز حاجاتهم الشخصية .
3. توعية المواطنين أن الغابات بدورها الوقائي البيئي و الإنتاجي تسهم في تحقيق الأمن الغذائي أكثر مما لو حولت إلى أراض ٍ زراعية .
ثالثا - رفع مستوى الوعي بالغابات : هناك حاجة ملحة لرفع مستوى الوعي بأهمية الغابات و دو رها الحيوي ( البيئي , الاقتصادي , الاجتماعي , السياحي , العلمي .........الخ) لذلك لابد للمرشد الحراجي من بذل جهود كبيرة وبشكل دائم لتثقيف الناس وإقناعهم بأن الغابات هي ثروة متجددة لنا وللأجيال القادمة .
· الوضع الحالي لمشاركة السكان المحليين في إدارة الثروة الحراجية :
حتى تتم و تتحقق الحماية اللازمة للغابات و حتى تتحقق لأجيال اليوم و الغد متطلباتهم الأساسية فقد جاءت المفاهيم الجديدة التي تدعو إلى مشاركة المواطن في إدارة وتنمية الغابات و حمايتها , حيث إن نجاح أي مشروع اقتصادي أو بيئي يعتمد بشكل أساسي على دعم السكان المحليين . لذلك فإن مشاركة السكان المحليين في إدارة الغابات ستؤمن بشكل تلقائي حمايتها من الأخطار التي يمكن أن تهددها / الحرائق , القطع الجائر , الكسر , الرعي الجائر . . . إلخ / و لكي نضمن هذه المشاركة يجب أن يقتنع السكان المحليون بأن إشراكهم في إدارة الغابات وحمايتها سوف يحسن مستوى حياتهم الاقتصادية و الاجتماعية عن طريق تحقيق دخل إضافي للأسرة , ويعتمد إقناعهم و مشاركتهم على وجود فعلي وحقيقي لفائدة تعم جميع السكان في المنطقة .
لذلك أولت الممنوع في خططها الخمسية أهمية كبيرة لتنمية المجتمعات المحلية و تحسن أوضاعها الاقتصادية و الاجتماعية وركزت على دعم المرأة الريفية من أجل زجها في عملية التنمية المستدامة من خلال تثقيفها و تأهيلها و تحسين مستوى معيشتها .
و تشير التجارب التي قامت في سورية و بدعم من منظمات دولية لمشاركة السكان في إدارة الثروات من خلال دعم هذه المجتمعات و تحفيزها مادياً و إرشادها و توعيتها و تثقيفها فنياً و بيئياً , حيث أقيمت مشروعات بمشاركة السكان في أغلب محافظات القطر تستند إلى :
1- تحفيز المرأة الريفية لإقامة مشاريع صغيرة مولدة للدخل من خلال منحها منح مادية تمكنها من امتلاك أصول مادية قابلة للاستمرار و التوسع .
2- منح المرأة قروضاً صغيرة ومتوسطة الأجل من أجل تنميتها و تمكينها من خلق فرص عمل تساعدها في تحسين ظروفها المادية .
3- زج السكان للمشاركة بأعمال ونشاطات حراجية ( إقامة غابات شعبية ) تهدف إلى المنفعة المشتركة لكلا الطرفين ( السكان والإدارة الحراجية ) .
4-التركيز على عنصر التوعية لسكان الريف من خلال تنفيذ دورات محو أمية و دورات توعية بيئية .
5- دعم المشاركين بمواد غذائية كحوافز تشجيعية في بداية تنفيذ العمل أو المشروع الموكل إليهم .
*** هذه التجارب أعطت مؤشرات إيجابية لتفاعل المجتمع المحلي و السكان في مجالات الأنشطة الحراجية تشجع على زجهم في عملية التنمية الشاملة , لكن هذه النتائج الإيجابية لضمان استمراريتها تحتاج إلى التركيز على الإرشاد الحراجي و تكثيفه و دعمه على كافة المستويات و إلى المزيد من الدعم والحوافز المادية للسكان المحليين لضمان مشاركة فاعلة لهم في إدارة الثروة الحراجية إدارة مستدامة .
*إن حماية الغابات من التعديات وعوامل التدهور المختلفة والعمل على زيادة مساحاتها بحاجة إلى إرشاد حراجي مكثف على جميع المستويات و الشرائح الاجتماعية وكذلك صانعي القرار للتوعية والتثقيف بأهمية الغابات, وبالتالي كسب ثقتهم و دعمهم في حماية الغابات وتوسيع رقعتها .
وهنا لا بد من التأكيد على أهمية وضرورة التعاون والتنسيق الكامل بين الإرشاد الحراجي والإرشاد الزراعي لحماية غاباتنا رئة الحياة .
*إن نجاح الإرشاد الحراجي يتجلى في خلق علاقة وطيدة بين قاطني الغابات ومحيطها و بين الغابات نفسها ، بحيث يكون كل منهما حريصاً كل الحرص على الآخر .فالغابات تؤمن مستلزمات الحياة و المتطلبات الأساسية لسكانها مثل ( حطب الو قيد , الثمار , الرعي , تربية النحل , مواد طبية وعطرية . . . إلخ ) وكذلك ساكن الغابة يقدم الحماية لهذه الغابة بالشكل الذي يضمن استمراريتها وديمومتها .
| |
|
Dimah مشرف متميز
عدد المساهمات : 74 نقاط : 29458 3 تاريخ التسجيل : 21/03/2009
| |