استخدام المياه الملحية الزراعة واستصلاح الاراضي
*الدكتور :أوغسطين بويا حنا *
المقدمة:
من العوامل المحددة للتوسع في الزراعة وتكثيفها في المناطق الجافة وشبه الجافة هو الماء حيث إن النقص في المياه الصالحة للزراعة واستصلاح الأراضي وتوفر كميات كبيرة من المياه الملحية أثار اهتمام الباحثين في كثير من البلدان للتعرف على مكوناتها من جهة والاستفادة منها واستغلالها من جهة أخرى كمورد إضافي للمياه السطحية ذات النوعية الجيدة
احد المجالات الهامة لاستعمال المياه الملحية في بعض الأقطار العربية هي استصلاح الأراضي المتأثرة بالأملاح أو الصوديوم أو كلاهما معا
إن للمياه الملحية في بعض البلدان الأخرى أهمية خاصة وخاصة البلدان التي تشح فيها المياه العذبة
*غسل الترب الملحية بالمياه الملحية
شروط نجاح الطريقة:
1-يجب إن يكون بقاء المياه في التربة لأقل وقت ممكن( كي لا تخلف أملاحا أضافية)
2-يجب إن تكون المياه غير مشبعة بالأملاح وذك لكي تتمكن من إذابة أو استيعاب كميات إضافية أخرى من الأملاح تستخلصها من التربة
3-غنى المياه بالايونات الثنائية الشحنة الموجبة وخاصة عند استخدام هذه المياه في الترب القلوية(الصوديومية) حيث يجب الاتقل نسبتها عن 30% من المجموع الكلي للايونات الموجبة وذلك لان الصوديوم يعمل على انكماش معادن الطين وانتفاخها
وهذا يؤدي إلى خفض النفاذية إلى قيم قريبة من الصفر وبالتالي هذه الايونات تحل محل ايونات الصوديوم المدمصة على معادن الطين وغرويات التربة وكذلك فان هذه الايونات تعتبر عامل مساعد على تجمع دقائق التربة
4-إذا كان ال SAR عاليا لهذه المياه فيجب إضافة الجبس إليها وذلك لخفض قيمتها
*بناءا على ذلك فقدتم إجراء العديد من التجارب في بعض البلدان العربية وخاصة في العراق حيث تعتبر مياه المبازل اكبر مصدر للمياه الملحية
التركيب الكيميائي لهذه المياه:
-الأملاح الكلية في مياه المبازل تتراوح بين 8-52 ملليموز/سم
-نسبة الصوديوم ((SAR 5-36
-الايونات الموجبة الأكثر تركيزا هي الصوديوم المغنسيوم ثم الكالسيوم
-الايونات السالبة أكثرها وجودا هو الكلوريدات ثم الكبريتات
زيادة الصوديوم بصورة عامة يكون مصحوبا بزيادة الأملاح الذائبة ونفس هذه الظاهرة تكون واضحة في الترب الملحية –القلوية في المنطقة الوسطى و الجنوبية
☼استعملت مياه مبزل الصقلاوية لغسل تربة قريبة منه بعد إن تم وضعها في أنابيب بلاستيكية لنفس العمق الذي كانت عليه في الحقل وكانت الأملاح الكلية في هذه التربة 125ملليموس/سم وبلغت النسبة المؤية للصوديوم المتبادل ((35.1
أما بالنسبة لمياه المبزل فقد بلغ التوصيل الكهربائي فيها 10ملليموس/سم ونسبة ادمصاص الصوديوم (SAR) 10.1
أما نسبة الكالسيوم إلى المغنزيوم فقد بلغت 0.31
نسبة الكبريتات إلى الكلوريدات فقد بلغت 1.31
نتائج هذه الدراسة :
تم تخفيض الأملاح بالتربة من 125ملليموس/سم إلى 7ملليموس/سم
والنسبة المؤية للصوديوم المتبادل من 35.1 إلى 8.4
وهذا دلالة على عدم ترك هذه المياه أية أثار سلبية اما فيما يخص الصوديوم المتبادل فان هذه المياه قد قللت من نسبته في التربة بعد الغسل
أيضا من التجارب الموسعة التي قامت في هذا المجال كانت في محطة بحوث الوحدة شملت هذه التجربة ستة معاملات مكررة ثلاث مرات وبلغت المساحة الكلية حوالي 5000M2
التربة ملحية قلوية تزداد أملاحها بالطبقة السطحية وتراوحت في المتر الأول بين 22.2 -28.2 ملليموس /سم اما بالنسبة للنسبة المؤية للصوديوم المتبادل 21-26.3%
المياه المستعملة في عملية الغسل كانت من مياه البزل المجاور للمحطة والتي بلغ معدل الأملاح فيه 15.5ملليموس/سم ونسبة ادمصاص الصوديوم (SAR) 21.6 وقد استخدم تركزين من مياه البزل إضافة لمياه البزل دون تخفيف ومياه نهر دجلة لأجل المقارنة
وبالتالي نتائج هذه التجربة كنت كمايلي
كفاءة الغسل لمياه البزل (الكمية الصافية) كانت بمقدار 0.95ملليموس/سم لكل100M3/الهكتار عند استخدام 833 M3 للهكتار
في الدرجة الثانية كانت المعاملة التي استعمل فيها 1500M3للهكتار من المياه المخففة (7,75ملليموس/سم) والتي كانت كفاءة الغسل 0,65ملليموس/سم
في الدرجة الثالثة جاءت المعاملة التي استعمل فيها 2347M3للهكتار لكل M3100/الهكتار
اما بالنسبة لمياه نهر دجلة فقد بلغت كفاءة الغسل 0,45ملليموس/سم لكل M3100/هكتار عند استخدام كمية من مياه النهر بلغت M33520/ الهكتار
نستنتج من هذه التجربة :
►نسبة انخفاض الصوديوم المتبادل عكسيا مع حجوم المياه المستعملة
►زيادة كفاءة الغسل لوحدة الماء الصافي بالتربة تدل على إن بقاء مياه الغسل بتماس مع الأملاح لفترة أطول تزيد من كفاءة إذابته للأملاح إضافة إلى أن زيادة تركيز الأملاح تزيد من ذوبان بعض الأملاح
نستنتج مما سبق بان غسل الترب الملحية بمياه ملحية أو مياه المبازل ليست عملية بسيطة بالرغم وجود الكثير من النتائج المشجعة إذ لا يوجد قانون عام وشامل في كافة المتغيرات للتربة والمياه والتنبؤ بكل الصفات الكيميائية و الفيزيائية الناتجة من هذه العملية إذ يجب إن تدرس كل حالة لوحدها و الاستعانة بنتائج تجارب سابقة للحالات المماثلة وإلا كانت سببا لتدهور صفات التربة ويصبح عندها من الصعب استصلاح هذه الأراضي
