قال باحثون إن أشهر مبيد للأعشاب في الولايات المتحدة يطلق عليه اسم (الاترازين) يمكن أن يؤدي لظهور أعضاء تناسلية أنثوية لدى ذكور الضفادع ويكسبها صفات أخرى، وذلك في دراسة يمكن أن تلقي الضوء على أسباب انخفاض أعداد الكائنات البرمائية في العالم.
ووجد فريق من الباحثين بجامعة كاليفورنيا بيركلي، أن مستويات ضئيلة من مبيد الأعشاب (اترازين) يمكن أن تتسبب في ظهور الأعضاء التناسلية الأنثوية لصغير الضفدع (الشرغوف) وتحوله إلى خنثى، الأمر الذي يؤدي من الحد من قدرتها على النقيق وهو صوت ذو أهمية للتزاوج في عالم الضفادع.
وقال الباحثون إن مظاهر الضفادع الخارجية تبدو عادية لكن في الغالب تكون لديها أعضاء تناسلية ذكرية وأنثوية معا؛ وأضافوا أن هذه النتائج قد تساعد في تفسير انخفاض أعداد الكائنات البرمائية، ويثير هذا الانخفاض قلق العلماء لأن برمائيات مثل الضفادع تستجيب للأخطار البيئية قبل غيرها، وقال الباحثون في تقرير منشور بدورية وقائع الأكاديمية القومية للعلوم "إن اترازين هو أشيع أنواع مبيدات الأعشاب في الولايات المتحدة وربما في العالم".
ووجد الباحثون أن "اترازين" يأتي ضمن الكيميائيات التي تؤثر على عمل الغدة الصماء، ويضم هذا التصنيف كثيرا من المبيدات الزراعية، ويعتبر أحد الأسباب التي تجعل استخدامها محفوفا بالخطر، وبين الباحثون في تقريرهم "نفترض أن مبيد اترازين يحفز على التحول من إفراز هرمون التستوستيرون (الذكري) إلى الاستروجين (الأنثوي)...هذا المركب الشائع وغيره يخل بوظيفة الغدة الصماء، وربما يكون عاملا مؤثرا في انخفاض أعداد الكائنات البرمائية".
ويشار إلى أن الأترازين هو أكثر المبيدات النباتية استخداما في الولايات المتحدة، وربما في العالم بأسره.
ويجري استخدامه في نحو 80 بلدا منذ أربعين سنة، غير أن عددا من البلدان حظرته مؤخرا، ومن بينها فرنسا وألمانيا وإيطاليا والسويد والنرويج.