من يرى الخير فهو لا يرى إلا مافي داخل نفسه، ومن يرى الشر فهو لا يرى إلا
مافي داخل نفسه....
لو دققت النظر ستجد أن من المستحيل أن يجمع الناس على تقبل شخص ما ،
أيا كان...لأن الناس لا يرون إلا مافي داخل نفوسهم!!!!
لا تكترث كثيرا برأي من
يحاول إحباطك
ولا أقصد اي انسان من خلالها...فما حدا ياخد الحاصل لحاله.
من واقع الحياة
مع
لحظات الفجر الاولى، عاد "الاستاذ" الى بيته في أحد الاحياء الشعبية.
وتسلل في الظلام صاعدا الى غرفته الصغيرة فوق سطح احدى البنايات
المتواضعة. وخلع "الاستاذ" حذائه، واستلقى فوق سريره الصغير، واستغرق في
تفكير عميق.
الناس
البسطاء في الحي يسمونه "الاستاذ"، لأنه يقضي اليوم في القراءة، ويخرج في
المساء حاملا بعض الاوراق، ويعود بها ثانية مع لحظات الفجر لا أحد يعرف
اسمه، ولم يسأله احد عن حرفته، بل ظل غامضا مجهولا تحيط به التساؤلات التي
لا تخلو من الشكوك، لكنه – على أي حال – لم يفعل شيئا يثير الشبهات، ولم
يضايق احدا، ولم يستقبل في غرفته صديقا او جارا.
الليل
– استقلى الاستاذ على فراشه في تفكير عميق يغلب عليه الحزن فمع انه
بطبيعته لا يحب الاختلاط بالناس، الا انه ضاق ايضا بوحدته القاتلة،
واحساسه الشديد بالغربة.
اراد
ان يسترجع الذكريات، لكنه لم يجد شيئا يُسترجع، فشريط الذكريات في حياته
قصير ومبتور فهو لا يعرف اين وُلد، ولا يعرف من هما ابواه، وليس له اقارب
ولا اصدقاء، ولا حتى زملاء دراسة، فهو لم يلتحق بمدرسة قط.
في
طفولته المبكرة تاه في الزحام، وتلفقته الارصفة، والباعة والشحاذون، ثم
الورش الصغيرة. فانتقل من حرفة الى اخرى. وتعلم القراءة بمجهوده الخاص حتى
اجاد "فك الخط"، كما يقولون. ثم انتهى به المطاف في الملهى الليلي، الذي
اسند اليه القيام ببعض المشاهد التمثيلية، وتقديم "الاسكتشات" البسيطة.
قبل
ان يحترف التمثيل، كان السؤال الذي سشغله دائما هو: من انا؟ ولقد ظل فترة
طويلة يبحث حوله عن اجابة شافية فلم يجد. اما اليوم، وبعد ان كثرت
الشخصيات التي يمثلها. فقد صارت المسكلة اعمق مما كانت عليه. فهو الان
يمتلك شخصيات كثيرة مزيفة، يعايشها بالليل والنهار، ويتقمصها ويجسدها
للناس بقدر ما يستطيع حتى صارت جزءا منه. ولكنه لا يعرف اين هو بين كل هذه
الشخصيات! فالشخصية الوحيدة الحقيقية في داخله مجهولة تماما، ولا يعرف
عنها شيئا يذكر!
إنه انسان لا يعرف من هو!
وللحديث تتمة